[align=center]تلخيص لبحث بعنوان:
نمو التفكير الابتكاري (الابداعي) عند طلاب المرحلة المتوسطة
في محافظة الرس بالمملكة العربية السعودية
إعداد :د. حسن عمر شاكر منسي.
استاذ مساعد في قسم التربية وعلم النفس بمحافظة الرس بالمملكة العربية السعودية
المنشور في مجلة البحث في التربية وعلم النفس المجلد-15-العدد 4 ابريل 2002
[/align]



المقدمة:
يذكر الباحث اهمية الاهتمام بفئة الطلاب ذوي التفكير الابداعي حتى يستفيد منهم المجتمع وان اهمالهم فيه ظلم لهم كما ذكر ان بداية الاهتمام بهذا الموضوع منذ عام 1950 على يد جلليفورد ويصف الابداع بأنه ظاهرة تميز الفرد بين جماعته فهو عملية تكمن خلف التطور.وموضوع الابداع شاق وقديم كما يذكر اهمية رصد معلومات الشخص المبدع ودعمها وذكر ما قاله تورنس في هذا المقام كما ان الذكاء ليس شرطا للابداع وليس وراثيا كما كان يعتقد والافتراض الحديث يرى الابداع على انه شكل من اشكال النشاط العقلي الذي يمكن تنميته وهو من الموضوعات المعرفية المهمة لذلك كانت الدراسات في مجال الابتكار كثيرة لكن للاسف لم تأخذ نصيبها في التطبيق لأسباب تتعلق بطبيعة البرامج التربوية والقائمين عليها.
ولقد رجع الباحث لعدد من الدراسات منها دراسة درويش(1980) في مصر كذلك دراسة منصور(1986) في مصر على مجال الرياضيات ودراسة بشر(1991) في اليمن لمجال التفكير الرياضي ايضا دراسة العمر (1990) ودراسة التر(1991) على الاطفال باستخدام اللعب البلاستيكية.كذلك دراسة انجليوسكا (1996) على اطفال الروضة في مقدونيا كذلك دراسة جوري(1996) على العوامل البيئية والاجتماعية لدى اطفال الروضة ايضا دراسة ريس(1997) على دور الملاعب لدى الاطفال ودراسة بدر(2000) على اطفال مصر.
مشكلة الدراسة:
تتمثل مشكلة الدراسة في معرفة وجود القدرة على التفكير الابتكاري وعوامل نموها عند طلاب المرحلة المتوسطة في محافظة الرس في المملكة العربية السعودية وضرورة التدريس بطرق حيوية والابتعاد عن الطرق التقليدية.
اسئلة الدراسة:
حاولت الدراسة الاجابة على الاسئلة التالية:
كيف توزع درجات عينة الدراسة في صفوف المرحلة المتوسطة في محافظة الرس على مقياس التفكير الابتكاري ؟
ما مدى اختلاف نمو التفكير الابتكاري لمتغيرالمستوى التعليمي لطلاب صفوف المرحلة المتوسطة في محافظة الرس على مقياس التفكير الابتكاري؟
هدف الدراسة:
تهدف الدراسة للكشف عن وجود القدرات الابتكارية عند طلاب المرحلة المتوسطة في محافظة الرس في المملكة العربية السعودية وهل قدرات التفكير الابتكاري تنمو وفق عوامل النمو لدى الأفراد.
افتراضات الدراسة:
يفترض الباحث في هذه الدراسة ما يلي:
وجود قدرات للتفكير الابتكاري عند افراد عينة الدراسة.
يمكن قياس قدرات التفكير الابتكاري لدى طلاب عينة الدراسة.
يفترض الباحث ان الصفوف المختارة من المدارس لا تختلف عن بعضها.
محددات الدراسة:
تتحدد نتائج الدراسة بما يلي:
اقتصرت على مدراس الذكور في المرحلة المتوسطة في محافظة الرس وذلك يحد من تعميمها.
استخدم الباحث مقياس تورانس للتفكير الابتكاري(أ) باستخدام الكلمات لتمتعه بالصدق والثبات.
طريقة تصحيح الاختبارات تحد من تعميم نتائج الدراسة خارج مجتمعها.
التعريفات الاجرائية:
استخدم الباحث عدد من المصطلحات والمفاهيم التي وردت في الدراسة ومنها ( الطلاقة ، المرونة التلقائية، الاصالة ،المرحلة المتوسطة).
الطريقة وإجراءات الدراسة:
مجتمع الدراسة:
طلاب الصف الاول والثاني والثالث متوسط في محافظة الرس(2172) طالبا وموزعون في 7 مدارس.
2. عينة الدراسة:
العدد(430) طالبا من المرحلة المتوسطة في محافظة الرس.متوسط العمر:11-15 سنة.
أداة الدراسة:
استخدام الباحث في هذه الدراسة اختبارتورانس للتفكير الابتكاري صورة الالفاظ(أ) لقياس درجات التفكير الابتكاري لأفراد العينة ويتكون من 7 اختبارات فرعية يحتاج كل منها 7 دقائق للاجابة وهي:
أسئلة الاستفهام- تخمين الحدث-تخمين النتائج- تحسين الانتاج-الاستعمالات الغير شائعة لعلب الصفيح - الاسئلة الغير معتادة- الافتراض.واختيرت هذه الاختبارات لانها يمكن تطبيقها بطريقة جمعية وللمستويات التعليمية كما تمتاز بصدقها كما انها تشجع على الاستجابات الجديدة.
صدق اختبار تورانس:
صمم هذا الاختبار في اطار نظرية جلليفورد في بناء العقل فهي تحدد مجال السلوك الابتكاري ولقد قام الباحث بإيجاد صدق الاختبار عن طريق تطبيقه على عينة(120) طالبا في الصفوف الثلاثة المتوسطة من مجتمع الدراسة في محافظة الرس ودرس الصدق عن طريق الاتساق الداخلي.
الاتساق الداخلي:
قام الباحث بإيجاد معاملات الارتباط بين درجات المفحوصين الفرعية في كل اختبار مع الدرجة الكلية لكل عنصر من الابتكار وكانت تتراوح بين(0,66-0,88 )وجميعها ذات دلالة احصائية عند(0,001(P< اما معاملات الارتباط بين الدرجات الفرعية في كل اختبار مع الدرجة الكلية لمقياس الابتكار فكانت تتراوح بين(0,65 – 0,85) وكلها ذات دلالة احصائية(0,001(P< .
ثبات الاختبار:
قام الباحث باستخدام اختبار تورانس للتفكير الابتكاري للالفاظ (أ) باستخدام معادلة كرونباخ الفا لكل عنصر من عناصر الابتكار واثبت المقياس انه يتمتع بمعامل ثبات مرتفع وبشكل كلي 0,93.
اجراءات الدراسة:
قام الباحث بزيارة المدارس في محافظة الرس ثم قام بتوزيع كراس الاختبار وطبقها بإجراءاتها وبياناتها كما قام بضبط الوقت بالتتابع بين صفحات الاختبار ثم جمع اوراق الاجابة وبمساعدة المديرين والمدرسين ثم قام الباحث بتصحيحها ثم رصد النتائج من اجل التحليل الاحصائي.
التحليل الاحصائي:
استخدم الباحث التوزيع التكراري والتمثيل البياني بالأعمدة والمضلع التكراري واستخدم الوسط الحسابي لمعرفة اداء العينة وفق المستوى التعليمي كذلك استخدم تحليل التباين الاحادي للحكم على وجود فروق دالة بين متوسطات المجموعات.
نتائج الدراسة:
كما ورد في اسئلة الدراسة هناك سؤالين:
للاجابة على السؤال الاول:
استخدم الباحث التمثيل البياني للتوزيع التكراري باستخدام المضلع التكراري ثم نظمت لنتائج العينة ثم مثلت بيانيا وقد كانت حول الوسط.
للاجابة على السؤال الثاني:
قام الباحث بإيجاد الاوساط الحسابية لأداء العينة على مقياس التفكير الابتكاري حسب المستوى التعليمي لهم ومنها كان اعلى اداء لطلاب الصف الثالث متوسط ثم الصف الثاني متوسط وأخيرا الصف الاول متوسط ذلك يدل على ان قدرة الطالب على التفكير الابتكاري تنمو بارتقاء الطالب في المستوى التعليمي للصف وقد وضحها الباحث بالرسم البياني كما استخدم الباحث اختبار تحليل التباين الاحادي لإيجاد الفروق بين متوسطات الصفوف الثلاثة وكانت هناك فروق دالة احصائيا في نمو القدرة الابتكارية لصالح الصف الاكبر.
مناقشة النتائج:
بالنسبة للسؤال الاول اظهرت النتائج ان درجات طلاب العينة توزعت على الاختبار توزيعا طبيعيا لأدائهم ككل وللمستوى التعليمي للصفوف الثلاثة ذلك ينسجم مع نظريات علم النفس التي تجمع على ان الناس يتوزعون توزيعا طبيعيا في القدرات العقلية كما ان الابداع يوجد في انشطة الحياة وليس غامضا.
اما بالنسبة للسؤال الثاني فأظهرت النتائج فروق لأداء طلاب العينة على مقياس التفكير الابتكاري لصالح الصف الاعلى أي الثالث المتوسط ثم الثاني فالأول أي ان القدرة تنمو بارتقاء المستوى التعليمي للطلاب ذلك يتفق مع دراسة كل من منصور(1986) ودراسة بشر(1989) ولكنها تعارضت مع جانب اخر من دراسة بشر والتي ذكرت ان اداء طلاب الصف الثالث ثانوي اقل من اداء الصف الثاني وتعارضت ايضا هذه الدراسة مع دراسة العمر(1990) والتي اشارت الى ان اداء طلاب الصف الاول ثانوي اعلى من الثاني على مقياس التفكير الابتكاري وتفسير الباحث للنتائج فيرجع الى نضج الطلاب في الصف الثالث المتوسط اكثر منه في الصفوف الثاني والأول المتوسط حيث ان البنى العقلية تنمو وتتغير مع العمر الزمني لتفاعل الفرد مع بيئته وبالتالي تطور الخصائص العقلية ومنها القدرة على التفكير الابتكاري كما ان الطلاب اكثر اتزانا انفعاليا حيث ان الاقل منهم يعانون من تذبذب يسبب التناقضات كما ان الاهل يهتمون بالطلاب الاعلى ذلك ينعكس بشكل ايجابي على تفكيرهم الابتكاري كما ان لهم الحظ الاوفر في توفر القاعات الاوسع والخدمات المختلفة في المدرسة.
التوصيات:
على المعلمين خاصة ووكلاء التربية عامة الاكثار من الانشطة التي تنمي تفكير الطلاب والابتعاد عن الحشو.
يجب احترام ما يقوم به الفرد وما يقوله في الفصل او البيت وتقبل ارائه وتشجيعه على الطلاقة والابتعاد عن السخرية.
تهيئة البيئة المناسبة المليئة بالمثيرات والأدوات للفرد لحثه على التداعي الحر والابتكار.
الاهتمام بمراعاة الفروق الفردية بين الطلاب في جميع النواحي لإشباع حاجاتهم وحل مشكلاتهم لان المشكلات تظهر اذا لم تشبع تلك الحاجات.
اجراء دراسات معمقة في الابتكار على مختلف الاعمار والمستويات التعليمية المختلفة.
الرأي الشخصي في الدراسة:
تعتبر البحوث والدراسات في مجال الابداع على المستوى العربي قليلة مقارنة بمثيلاتها في الدول الاخرى وهنا في المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص بالرغم من الاهمية العظمى لها ودورها الكبير في تطوير وتحسين سير العملية التعليمية والتربوية عموما. ما قدمه الدكتور حسن منسي يكشف العلاقة بين العمر الزمني ونمو القدرات الابتكارية ذلك له دور في تعديل المناهج وخاصة في مجال التربية الفنية لأننا نلاحظ ان الدروس لكل الصفوف في المرحلة المتوسطة متشابهة مما يجعل نموها غير متلائم مع نمو الطلاب .
وكما ذكر الباحث في محددات الدراسة بأنها اقتصرت على الطلاب الذكور في محافظة الرس فقط فلا يمكن تعميمها على الجنسين في المملكة لاختلاف الخصائص بينهما . لذلك نحن بحاجة ماسة لدراسات تطبق على الطالبات ايضا وفي مناطق اخرى من المملكة و لكلا الجنسين ذلك لن يحدث الا بتضافر الباحثين وتعاونهم في الوصول الى نتائج يمكن تعميمها حتى تحقق الفائدة منها في العملية التعليمية في المملكة العربية السعودية.